[سنة 405 هـ.]
[صالح بن مرداس ينجح في التخلّص من معتقله بقلعة حلب]
وكان في جملة الأمراء المحبوسين في القلعة صالح بن مرداس [1] فتعمّد منصور ابن لؤلؤ في كثير من [2] أوقات شربه وسكره إيقاع المكروه به لحنقه عليه لطول إساءته [3] وشجاعته، فقصد صالح بن مرداس [4] إلى أن خلخل حجرا من حائط محبسه فقلعه [5] /125 ب/، وقلع بعده حجرا بعد حجر على ممرّ [6] الأيام، إلى أن صار له موضع يمكنه الخروج منه، وعاقه في عرض ذلك إحدى حلقتي [7] القيد الذي في رجله ففكّها وتصعّب عليه [8] إخراج [9] رجله الأخرى، فشدّ القيد في وسطه، وخرج من ذلك النّقب في الليل، وألقى نفسه من أعلى القلعة إلى ظاهرها [ليلة الجمعة مستهلّ المحرّم سنة خمس وأربعمائة] [10]، وسار ليلته، فلمّا أصبح استتر في مغارة في جبل جوشن، وكثر الطّلب له والبحث عنه، فلم يقع له على خبر، ولحق بأهله [بالحلبة] [11]، واجتمع مع عشيرته وقويت نفوسهم بخلاصه [12]. [1] في (س) «مرداش»، وهو «مرداس». [2] في (س): «أكثر». [3] في (س) «لسانه». [4] كذا، والصحيح «مرداس». (زبدة الحلب 1/ 201). [5] في (س) «فاقتلعه»، وفي بترو «فاقلعه». [6] في بترو «مرّ». [7] في (س): «خصلتي». [8] في الأصل وطبعة المشرق 212 «على»، وهي ليست في البريطانية، والتصحيح من بترو. [9] في (س): «عليه إخراجه من». [10] ما بين الحاصرتين زيادة من (س) والبريطانية. [11] «بالحلّية» زيادة من (زبدة الحلب) ووردت في النسخة (س) «بالحلة». [12] قال ابن العديم: «وسيّر مرتضى الدولة إلى صالح بن مرداس، وهو في الحبس، وألزمه بطلاق زوجته طرود، وكانت من أجمل أهل عصرها، فطلّقها، وتزوّجها منصور، وهي أمّ عطية بن صالح، وإليها ينسب مشهد طرود، خارج باب الجنان، في طرف الحلبة، وبه دفن عطية ابنه ومات أكثر المحبّسين بالقلعة في الضّرّ، والهوان، والقلّة والجوع. وكان مرتضى الدولة في بعض الأوقات إذا شرب يعزم على قتل صالح، لحنقه عليه من طول لسانه وشجاعته، فبلغ ذلك صالحا، فخاف على نفسه، وركب الصعب في تخليصها، واحتال حتى وصل إليه في طعامه مبرد، فبرد حلقة قيده الواحدة، وفكّها وصعبت الأخرى عليه، فشدّ القيد في ساقه، ونقب حائط السجن، وخرج منه في الليل، وتدلّى من القلعة إلى-